أُعـاني إذا مـا كُنتِ قُـربي طَـلـيـقـةً
فَـلا الـشِّـعـرُ شِعـرٌ والـشُّـعـورُ مُـقَـرَّحُ
أفيضي فَإنَّ القلبَ صَـبٌّ ، ووحشتي
على بـابِ ذِكـراكِ الـجـمـيـلـةِ تَـبـرَحُ
أقـيـمُ على دربٍ الـهـوى مُـتـرنِّـحـاً
فَـمـا نـالَ منِّـي غـيـرُ هـجـرٍ يُـطـوِّحُ
فَـمـا سرَّنـي عيشُ الحياةِ وطيبِـهـا
فَـهل نِعمةُ النِّسيانِ في البُعدِ تَـفـلَـحُ؟
منعتُ الورى أن يعرفوا مَن حبيبتي
فَـدمعةُ عيني في لُقاكِ سَـتـفـضَـحُ
أُقَـلِّـبُ أفـكـاري وأمـنَـعُ وصـلَـهـا
فَـيَـحبو الى عينـيكِ كُـلِّـي ويَسـبَـحُ
إذا لـم تـكُـن روحـي بِـدربِـكِ شمعةً
سـأحرقُ نفسي بِـالـضـيـاعِ وأجـنَـحُ
فَـتـتـرُكُ أحـشـائـي تَـعُـجُّ بِـنـارِهــا
وتـرسُـمُ أيـامـي بِـهَـجـرٍ وتـجـرَحُ
أَ يـسلـوكِ أنِّـي في هـواكِ مُـتـيَّـمٌ؟
وقلبي على جمرِ الغَضى يَـتـأرجَـحُ
أبـيـتُ وقـلـبـي لِـلـوِصـالِ مُـعَـلَّـقٌ
وشـهـقـةُ آهاتي لِـلـقـيـاكِ تَـنـضـحُ
تَـمـرُّ بِـيَ الذِّكـرى وأشهقُ خـلـفَهـا
مـع الـجرحِ آهـاتٌ وبِـالـنـارِ ألـفَـحُ
فَـهل تحسبينَ الروحَ دونَكِ تبتغي؟
لـعـمـري فإنَّ القلبَ فِيكِ لَـيصـدحُ
تـوضَّـأََ في كـفَّـيـكِ مــاءُ فـراتِـنـا
ودجلةُ عطشى قد تجفُّ وتـجـنَـحُ
تُـقـابِـلُ تِـهـيـامـي خِصـامـاً ولوعةً
فَـتـقـتُـلُ أيــامـي بِـبُـعـدٍ وتـنــزَحُ
وتـطـرُقُ أبـوابَ الـسـمـاءِ نـواظِـري
لـعـلِّـي بِـعيـنـيـكِ الـبـريـئـةِ أفـلــحُ
بِـكِ اللَّحظةُ الأولـى تنوءُ لِـنطقِـهـا
فـتـسـبِقُ أيـامــاً بِـجـهـدٍ وتـكـدَحُ
أصوغُ على بحرِ الطويلِ قصيدتي
بِــأَيِّ شـعـورٍ قــد أكـونُ وأصــبـَحُ
فَـهـل يستقيمُ الوزنُ دونَ خليلِـهـا؟
وهـل تكتفي الأشـعـارُ مـا لا يُـنـقَّـحُ؟
أُركِّـبُ من شـهـقـاتِ روحي قواربـاً
فـأرسو بِـمـيـنـاءِ الجـفـونِ وأسـبَـحُ
أتـى اللـيـلُ مــا لــي لا أراكِ بِـبـدرِهِ
أَ أحـزنُ أم أسـلـوكِ فيهِ وأضــرَحُ ؟
فَـهـذا أنــا لا أكـتـفـي لُـغـةَ الـهـوى
سـأكـتـبُ دومـاً في هـواكِ وأشـرَحُ
