حدثتُ البحرَ يوماً عن قلبي وآلامه
قال هات ماعندك وزد أحزانه
حكيتُ ودمع العينِ يتأرجح
شلال هادرٍ يعلن عن عنفوانه
بقايا آهات في فاهِ اغنية تفتقد
من يضع موسيقاها ويصيغُ لها ألحانه
وقوس قزح يرسم نصف دائرة
على الماء فاقدة للروح ألوانه
بحت للبحر بحبي الصامت وعاهدته
أن يكتمَ أسم حبيبي وعنوانه
عاهدني وسكنت الليل وجلاً
أن يفشي سري على شطآنه
وأتى الصباح وظننتُ كل الظن
أن هاجس الليل توارى مع أحلامه
حدثتني نفسي أن أعدو للبحر
لألقي بنفسي وأتوه في أمواجه
ظناً مني أني وجدت الوفي
الذي يحفظ أسم حبيبي وعنوانه
ليتني ما عدوت ولا برحت مكاني
وجدت نسوة الشط يتهامسون
وينسجون حكايا وكلٍ في مكانه
شعرت كأن لي قصراً تزلزلت
الأرض من تحته وتهدمت أركانه
ذهبتُ للبحرِ أعاتبه أسفاً
على سرٍ أئتمنته وقد خانه
فقلت والدمعُ يسبقني أثَقُلَ عليك عهدي
أم أنك يابحرُ لستُ أهلا للأمانه
وسري أصبح في العلن وظني
أن رواد الشط عندك تجهله
قال عذراً أنها موجة متمردة
هي من سمعت الحديث وأبت كتمانه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق