مِن نينَوى جِئتُكم وَالقَلبُ يَتَّـقِـدُ
لاالعَيشُ يقبلُنِي حُرَّاً وَلا الـلَّـحَدُ
من عهدِ ذِي النُونِ كانتْ خيرَ مَن سُكِنَتْ
دَارٌ يــلـوذُ لـهــا الـظّـمــآنُ وَالـثَّــمِــدُ 1
قد خصَّها اللهُ حسناً فوقَ زينتِـها
حتى أتَـتـهـا عناكيبٌ بها فَـسَـدوا
باعوكِ في ثَـمَنٍ بَخسٍ وَقد جَهِلُوا
أنَّ الحرائرَ قَد تُـشرَى أوِ الــخُـــرُدُ 2
فَـقلتُ جَهرَاً لِـمَــن آذَى حرائـرَنَـــا
نـساؤُنا مـِثلُ طُهـرِ الماءِ تـعـتَـفِــدُ 3
جاءُوا وَفي لُعـبةِ الأديانِ مشربُـهُم
لـم يعلـمـوا أنَّ هَـذا الـقـولَ لايَــرِدُ
جاءُوا وَقَد وَئَدُوا تـارِيخَـهـا عـلـنـاً
لم يـنهَـهم حَـرِدٌ فِي سَيفِـه الـتَّـلِــدُ
في لعبةِ الدِّينِ غطُّوا ثغرَ مَبسَمِهِم
زيفـاً وَحِقدَاً دفِـيناً كـلّـمـا ازدَرَدُوا 4
قد ألبَسُوا الدِّينَ ثَوباً ضاقَ ملبَسَـهُ
حتى تَعَـرَّى على أثوَابِـنا الجَّسدُ
قد غيَّروا الدينَ حتى صارَ أحَّـدُنـا
لِلدِّيـنِ أبعَـدُ مِـمَّـا سَــنَّـهُ الـصَّـمَـدُ
كأنَّهم من سياطِ النارِ قد خُـلِـقـوا
كـأنَّهُ الموتُ في أعنـاقِهِـم مَـسَــدُ
فالسـوطُ يقتَلعُ الأرواحَ يمخـضُها
تـقـرَّحت فيهُـمُ الأحزانُ والـكَـمَـدُ
قالُوا :رُجولَتُكُم ماتَت وقد فُـنِيَت
فَقُلتُ : في نينوى أطـفـالُـهـا أُسُـدُ
خوالِجُ الروحِ في ما بَينها إنتفَضت
ما عادَ خوفٌ بِـهـا يرعَى ولا يَــرِدُ
فَـالأرضُ قَفرٌ يَبابٌ كم بِـها قُتِـلَـت
مِـن الأيامَـى ومن شُبٍّ بِـها قَعَدوا
دَمُ الحمامِ عـلى الوكنينِ تـلـعـقُـهُ
نابُ الذِّئابِ على اجسادِها وَتَـدُ
وهذِهِ الحَربُ جاءَت وهيَ جَائِعَـةٌ
لاالحُبُّ يـمنَـعُهـا قُربـاً ولا الـحَـرَدُ 5
مَـن للمساكينِ لا بيتٌ ولا سَـنَـدٌ
أشداقُـهُـم يَـبِـسَـت لا مـاءٌ ولا بَـرَدُ
وقد غدَونا جِمارَ الحربِ مُذْ دَلَفَتْ
لليومِ مـا انـطـفأَتْ تَكـوي وتَـتَّـئِـدُ
وأضحَتِ الفَرحَةُ الثَّكلى تُـمازحُنـا
وكُـلُّ حُزنٍ على ألأنياطِ يَـحتَـشِـدُ
يامَن جعلتَ الهوى فِي نينَوى شرفاً
اجعَلْ لنا عودَةً فـالـقـلـبُ يــتَّـقِــدُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق