الخميس، 23 يوليو 2020

عندما كان العراق...بقلم الشاعر / ياسر محمد النّاصر.

عـنـدمـا كـانَ العراقُ الحرُّ حُـرَّاً
كـانَ أُمَّـاً لِـلأَيـامَـى والـوَلَـدْ
كـان حُـضـنـاً دافِـئـاً بيتُ الورى
وأَبـاً يـبـقـى عماداً لِـلأبَـدْ
وعَـريـنـاً لا يُـدانِـيـهِ أحَـدْ
كـانَ حـقَّـاً مِـثـلَ صَـرحٍ دونَ نِـدْ
كـانَ لِـلأوطـانِ خيراً لا يُــعَـدْ
كـانَ دِرءاً للـمسـاكيـنَ المُـتـعَـبـيـنْ
حتى هـداهُ الكُـلُّ زهـرَ الياسمينْ
عِـنـدمـا كـانَ الـعـراقُ الـحُـرُّ بـيـتـاً........
يـحـتـوي كُـرداً وعُـربـاً
والـمَـسـيـحِـيـيـنَ شَـعـبـاً
غـاضَـهُـم مـا كـانَ فـيـهِ
من وئـامٍ وانـسِـجـامٍ في الأُسَـرْ
خَـطَّـطُـوا أن يَـحـبِـسـونـا
يـقـتُـلـونـا ، يـحـرِقـونـا
يـجـعـلـونـا في مـتـاهـاتِ الـقَـدَرْ
مـا اسـتَـطـاعوا أن يَـقـودونـا بِـمَـكـرٍ
ثم جاءوا بِـعَـدوٍّ
ألـبـسُـوهُ ثـوبَ دِيـنٍ
ثُـمَّ قـالـوا اُدخُـلْ عَـلـيـهـم
وتَـمَـثَّـلْ أنَّـكَ الأوفَـى لَـهُـم
ثُـمَّ دافِـعْ عـن حـقـوقِ الـمُـتـعَـبـيـن
والـثَّـكـالـى والـمـسـاكيـن
ثُـمَّ جَـنِّـدهُـم تِـبـاعـاً
غَـرِّروا حتى الـصِـغـارْ
لا تُـراعُـوا في شـبـابٍ
أو نِـسـاءٍ أو كِـبـارْ
فَـاجـعَـلـوهُـم كـالـوَقـودْ
وازرَعُـوا في كُـلَّ بَـيـتٍ من عـزاءٍ
أو مَـمـاتٍ أو رُكـودْ
أيَّ جُـرمٍ نـحـنُ فـيـنـا
إذ حَـكـمـتُـم ؟
أيَّ ذَنـبٍ صـارَ مِـنَّـا
إذ قَـتَـلـتُـم ؟
مـا فَـعـلـنـا ؟
مـا جَـنَـيـنـا ؟
غَـيـرَ أَنَّــا في بِـلادٍ
ضـاعَ فـيـهـا كُـلُّ حَـقٍ
مُـذ أَتَـيـتُـم
عـنـدمـا كـانَ العراقْ
بَـلَـداً .......لا يـنـتـمي فـيـهِ الـجُـنـاةْ
لا ولا يـسكُـنُ فـيـهِ الـعُـصـاةْ
لا ولا أتـبـاعُـهُـم قـومُ الـزُّنـاةْ
بَـيـدَ أنَّ الـقـومَ جـاءُوا
مِـن جُـنـاةٍ أو عُـصـاةٍ أو زُنــاةْ
رَكَـبـوا الـمـوجَ وجـاءوا حِـلـفَـهُـم
مـن طواغـيـتِ الـفـسـادْ
ثُـمَّ دَسُّـوا سُـمَّـهُـم في كـلِّ بَـيـتٍ
كـي يُـدانـوا بِـالـعِـبـادْ
فـيـهُـمُ مَـن صـارَ عـونـاً
فـيـهُـمُ مَـن صـارَ نِــدَّاً
فـيـهُـمُ مَـن ظَـلَّ صَـمـتـاً
واكـتـفـى عَـزلَ الـعِـبـادْ
شَـتَّـتـونـا بَـيـنَ أصـقـاعِ الـبـلادْ
ضَـيَّـعـوا شـعـبـاً عـريـقـاً
في سـجـونٍ أو سَـراديـبٍ شـتـاتٔ
عندما ضَـيَّـعـتُـمُ كُـلَّ الـعـراقْ
عندما قـسـمـتُـمُ نِـصـفَ الـعَراقْ
عـنـدمـا سَـلَّـمـتُـمُ ثُـلـثَ الـعـراقْ
هـكـذا ( دَعَّـشـتُـمُ ) رُبــعَ الـعـراقْ
صـارَ حـقَّـاً أن نـقـولْ :
هَـكـذا ضـاعَ الـعـراقْ !!
هـكـذا ضـاعَ الـعـراقْ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حبّ المقدس.....بقلم الشاعر / جمعة المصابحي -بوح القلم-

  أحبك كأول أنثى تزينت بها أحلامي .. احبك بجنون عاشق فتك به الإنتظار .. واحبك كآخر انثى ولدت بديواني .. ياطفلة قد سرقت النبض وملأت النبضات ....