ظلموك يا شامية.......للشاعر/ عبد الفتاح الرقاص.

 أنَا مِنْــكِ مَفْجُــوعُ الْفُؤَادِ سَئِمْــتُ صَبْــرَا

قَــدْ طَــالَ لَيْــلُ الظُّلْــمِ عُدْوَانًا وَ قَهْــــرَا

وَ اللَّــيْــلُ مَـوْصُــــولٌ بِلَـيْــــلٍ حَــــالِـــكٍ

وَ الشَّمْـسُ تُشْرِقُ مَـرَّةً وَ تَغِيـــبُ دَهْـرَا

عُــذْرًا فَلَسْطِيـــنُ الْحَبِيبَــةُ فِـي الَّـــذِي

أَشْقَاكِ فِـي كُــلِّ الزَّمَانِ وَ طَــالَ عُـمْـرَا

عَـــــرَبِيـــَّــةُ التَّــارِيـــخِ يَــــا شَــامِــيَّــةً

عَـــــرَبِيَّــةُ الْامْجَــادِ عِــرْفَــانًا وَ فَــخْــرَا

طِفْلًا عَرَفْتُــكِ عَنْ أَبِــي وَ عَرَفْــتُ عَــنْ

أُمِّـــي هَــوَاكِ وَ مَــا بِحُـبِّـي كُنْـتُ أَدْرَى

قَلْبًا إِلَـــى قَــلْـبٍ شَبَبْنَـــا لَــــمْ نَـخُـــن

أَحْلَامَــنَــا أَوْ نَفْـتَـــرِقْ وَطَـــنًا وَ عُــمْـرَا

لَـــمْ أنْـــسَ أَطْفَـالَ الْحِـجَـــارَةِ عَلَّمُـــو

نِي كَيْفَ أرْسُمُ غَضْبَتِي طِينًا وَ صَخْــرَا

لَــمْ أنْــسَ لِلْأَقْــصَــــى عُيُـــونًا لَا تَنَـــا

مُ تَجُـوعُ تُمْضِي اللَّيْلَ سَاهِرَةً وَ تَعْـرَى

لَـــمْ أنْـــــسَ جَـــلّادًا وَ سَــجَّـانًا وَ لَــمْ

أنْـــسَ الْجُنُودَ عَلَى الْمَــدَى بَرًّا وَ بَحْرَا

خَنَقـُـواْ اَحَــاسِيــسَ الْحيَـاةِ وَ صَـادَرُواْ

آمَــــالَــنَـــا قَتْـــلَا وَ تَشْـرِيــدًا وَ أَسْــرَا

فِــيــنَا تَفَشَّـــواْ كَـالْوَبَـــاءِ وَ أخْــرَجُـــو

نَـا لِلْــعَــرَاءِ نُغَـــالِبُ الْاهْـــوَالَ قَـسْـرَا

ظَلَـمُـــوكِ أَنْــتِ وَ مَـــا لِقَلْبِــي حِيــلَةٌ

فِي الصَّبْرِ إِنْ لَمْ تُنْصـرِي بِالْعَدْلِ نَصْرَا

مِنْ أَجْـــلِ حُبِّـــكِ كِبْـرِيَائِـــي صَـــامِــدٌ

مِنْ أَجْلِ حُبِّــكِ لَنْ أخُونَ الْأَرْضَ شِبْـرَا

إِنْ كَانَ فِـي قَـدَرِي فِــدَاكِ الْمَـوْتُ طَـا

بَ ثَــرَاكِ قُدْسَــاهُ لِــــي كَفَــنًا وَ قَبْــرَا

قُومِي فَلَسْطِيــنُ الْحَبِيبَــةُ وَ اصْمُـدِي

فِــي قَلْبِ كُلِّ مُنَـاضـلٍ وَعْــدٌ وَ ذِكْـرَى

شُدِّي عَلَـــى الْعَلَمِ الْمُبَارَكُ في يَـدَيْــ

كِ مُـرَفْـرِفًا كَالنَّسـرِ فِـي الْعَلْيَــاءِ حُـرَّا

لَا تَيْـأَسِــي لَـنْ اَعْــدَمَ الْإِيمَـــانَ فِــي

أَنَّ الظَّــلَامَ سَـيَنْـجَـلِــي بِالنُّـورِ فَـجْـرَا

لَا تَيْـأَسِــي فَالْـقَيْــدُ يَكْسِــرُهُ الصُّمُــو

دُ وَ يَـصْـنَــعُ الْاَحْــرَارُ حُــرِّيَــةً وَ نَـصْـرَا

وَ تُضِيءُ في الْقُدْسِ الشُّمُوعُ لِعِيـدِهَا

وَ يَطِيبُ فِي الْأَقْصَـى لِسَــانُ النَّصْـرِ ذِكْرَا