وحِـسٌ قـد يُعِيـنُ المرءَ دهرًا----يجنِّبـه الـمـكائـدَ فـي الـدروبِ
ووفْـرٌ بـالـبَـلـادَةِ هَـدمُ نَـفْــسٍ----وجـرْحٌ بـالـبَـواطنِ كالنـدوبِ
وإن طـالَ العَـنـاءُ فذاكَ حِـسٌ----يُـمِـدُ الـمَـرءَ بالخيرِ الحـلوبِ
ولـكــنَّ الـبـلـادَةَ نَـفْــيَّ حِــسٍ----تُزيدُ الهـمَ في القلـبِ النحوبِ
أراكـمُ تَـعْـجَـبُـونَ وذاكَ ظني----مـن الـإقبـالِ ناحيةِ الخطُـوبِ
فـإحسـاسٌ يُـجَـنِّـبُـنـا الرزايـا----يباعِدَنا عن الوهجِ الـشـروبِ
أَحَـبُ إلـيَّ مـن حِـسٍ يـمـوتُ----ولـو لم أبـقَ في دنيا الغـيـوبِ
إذا ماالـمـرْءُ مـنـا غابَ يومًـا----عـنِ الـدنـيـا بـإحساسٍ دءوبِ
وكـانَ مـلـازمًـا في كلِ وقـتٍ----رضاءَ الناسِ بالقولِ الطروبِ
تَـذَاكَـرَه الـأنـامُ بِـحُسنِ خُلُـقٍ----ولـم يَـنْـسـوه يـومًـابـالـقُـلُـوبِ
ولكنَّ الـبَـلِـيـدَ بِـنَـقْـصِ حِـسٍ----يغيـبُ كغيبـةِ النقصِ المشوبِ
ولو ذكـروه يـومًـا زالَ عنهم----صوابَ القـولِ ترحابَ المثوبِ
وقـالــوا أنــه أفـضـى لــربٍ----حسيـبٍ لـا يُـعَـامِـلُ بـالعُطُوبِ
فَـنَـفْـسُ الـمَـرْءِ تـأمُرَه بسوءٍ----يجُـوبُ بواطِـنَ النفسِ الْلَعوبِ
وبـالـإحسـاسِ يَـجْلـو كلَ هَـمٍ----طـواه اللهُ فـي بِـئْــرٍ حَـجُـوبِ
ولـكـنَّ الـإلــهَ يُـعِـيــبُ فِـعْـلًـا----أتـاه العبـدُ مـن فـرطِ الـذنوبِ
فـتـقـصـيـرُ الـعِـبـادِ لـه كتابٌ----يخصُ المـرءَ في دنيا العيوبِ
ولم يأتِ الملـاكُ بنقصِ حِـسٍ----وأوردَه الكـتـابَ لذي القطوبِ
لـأنـه فِـعْـلُ قَـلْـبٍ بـاتَ غـيبًـا----عن الأملاكِ والخَلْقِ الشَغُوبِ
فَــدَعْ هــمَ الـبـلـادةِ والـبَـلِـيـدا----فيَـكْـفِـيـه انـتـقـادٌ مِنْ حَسُوبِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق