بَدَأَت تُسْطَر عَلَى لوحتها ، عالماً رَحَّب تشعربه . . .
تَطِير ريشتها إِلَى الأُفُقِ الْبَعِيد
وَتَوَدُّ لَوْ تَعَانَق الْمَدَى
وتخترق الْحُدُود
وَتُضَمّ الْعَالِمُ فِي نَظَرِهِ
تُفِيض نَفْسِهَا بِحُزْن عَمِيق يُمَزِّقَهَا
لَكِنَّهَا وَاثِقَةٌ مِنْ أَنَّهُ مَوْجُودٌ
هُنَالِك وَرَاء الْأُفُق أَنَّه عالمٌ لَا تَعْرِفُهُ
لَكِنَّهَا تُشْعِرُ بِهِ
عالمٌ ذَوْب الْعَقْد صفاءه
فَا نهارت فِيه ألاقنعة
فَتَثُور نَفْسَهَا عَلَى نَفْسِهَا
تَجُول أَعْمَاق أَعْمَاقِهَا
بِوَهْم انتصارها
نشوى تُسْكَب خيالها
يَرْقُص فِي عَيْنَيْهَا
عَلَى شَفَتَيْهَا تختال اِبْتِسَامَةٌ رَاضِيَة
كَأَنَّهَا تلمحه بِألْوانِه الزاهية
، وَكَأَنَّه يُقْبَل عَيْنَيْهَا ، وَيَطْلُبَ رِضَاهَا
تَهُبّ وَاقِفَة
وَتَعُود ملهوفة إلَى مَنْبَع أوهامها ، . . . . .
ينتابها خَوْف لَذِيذٌ يَشُدَّهَا إلَيْه
تُفْتَح عَيْنَيْهَا لَه
وَإِذَا هِيَ شيئاً فَشَيْئًا
تَخْتَلِط مَع أَعْمَاق ذَاتِهَا
ويملؤها شُعُور بِحُزْن نَاعِم ، تَسِيل لَه أهْدابِهَا . . . . . .
فتشعر بِأَنَّهَا نَسِيَت قَلِق الْحَيَاة ، وَبَعْدَه عَنْهَا . . . . . . .
هُدُوّ غَرِيبٌ يَنْبُعُ مِنْ نَفْسِهَا
يَسِيلُ فِي أوصالها
قَضَت حَيَاتِهَا تتحدى الزَّمَن وَبِأَنَّه سَوْف يَعُود ثَانِيَة إلَيْهَا
تُحْدِق بنظراتها إلَيْه وَعَيْنَيْهَا تملؤها الدُّمُوع
تَرْفَع جَفْنَيْهَا ،
لَم تندهش حِين تفاجأت ،
بِأَن اللَّوْحَة قَد اِكْتَمَلَت

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق