في الأمسِ سقطَ الصبحّ و نام الألمُ بقلبي
فغدى اليوم الجميل نحو البعيد و عني تبعدا
تقلبت مواسم الرياحِ بغبارها ب بيتي القديم
و تنحت السماءُ جانباً و القلبُ بحزنهِ قد تنهدا
فتاهتْ الأشباحُ بأسرابها بمهد الليالي و حلمتْ
فراح الثعلبُ . تعكسُ له المرآة . بأنه أسدا
الليالي باتت تحاصرني بخناجرهاالظلماءوتهدد
و تمحوا ضحكة القلبِ إذا القلبُ يبتسمُ قصدا
سوداءٍ صبحنا و الغسقُ وجههُ شاحبٌ و حزين
و كأن الحياة لم تكتب لنا بيوم و باتت تعمدا
أسيرُ مستهذءٌ بسرد الليالي مع الأيامِ و قهرها
و أحملُ . فوق ظهري أحزانَ الدهرَ تشردا
أنا الدمعُ في صحراءَ قافلتي أتوه بجرحي
في نوى الزمانِ و تراه للبعيد سهى . أبدا
و راحلاتٍ حروفي على دروب الاسطرِ بحزنها
و تراها . تنوح في الصدى . و تعوي تغردا
فرحتُ بموطن جروحي . أهربُ من لعنتي
أسردُ مع الرياحِ و كأني للأمسِ رحتُ مقلدا
اليوم . كما الأمس . وجهتانِ لعملةٍ واحدة
تبكي العيونُ . كلما ترى الصمتُ بي . إنفردا
لا الزمنُ . أستطيعَ أن أغيرهُ . و لا المكان
يطيبُ لي مجالسهُ فلا مالٍ . و لا طولُ يدا
تغدو . مراكبُ الشياطينِ . بيومي و غدي
و ترى كم من لئيماً . يرميني لحضن العدا
فأخوضُ بألمي وسكرتي . ثورة البقاءِ للنجاة
لا سيفٌ لي . و لا رمحٌ أضربُ به من تمردا
أمضي بجرحي بكل سنوات الضياع . و ألهو
مع دمعي . و كانَ . دمعي للحزنِ قد عبدا
فتراني . جسداً بلا روح . أمشي بسرابِ
دروبٍ . تتناثر عليها . أرواح الميتين تعهدا
و دروب تسلوا بها نظراتٍ قد تعبت بأحداقها
فتاهت العناوينُ عنها . فغدت بدمعها تولدا
فلا السماءُ . تهدُ جدارَ . من ذبحَ بالسيفِ
و طعن . و لا الضمائرُ . تصحُ لله حمدا
صرخاتٍ . تهوى بها الجبالُ . ولا تهوى بها
دمعةٍ . من عيون . من بقلوبهم الحقد خلدا
منذ البعيد و قد تركتُ ورائي مكتبة ذاكرتي
تركتُ عنواني . مع الدم الذي بحزنه تجمدا
لربما في الباقياتِ . تكون السماء صحتْ من
غفوتها . فتشرقُ الشمس من جديد و تجتهدا
و قد تطول السيوفُ . مكارم قوم الراحلين
لكنها لا تطول التاريخَ مهما كان للظلم توحدا
أنا لا أشكوا السقوط . بما يسردُ به قلمي
و لكني أكتبُ للتاريخ عن الظلم بقي ليهددا
فعسى . الله يرحمني . من قوم الظالمينَ
و يرحم معي من طاب له الآخرة و تشهدا
فناءٍ هي دنيتنا و سرابٌ هو بقاء الحاقدينَ
و أن غدا الظلمُ اليومَ يجول و يسرح تفردا
تغالبني سكرة الكؤوس بمر أيامها . و تغدو
كرياحِ تلاعب سكرتي بألم الجروح أحقادا
مهينٍ هي أحرفي كلما دونها جرح الورق
و معيبٍ هي لحظاتي إذا الدهر ما إنقردا
في الأمسِ كان لنا اليومُ . ببهجتهِ يغردُ
إنشودتهُ العذبة . فكيف سقط مني و تبعدا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق