حققت بالأعمال آمالي وأحلامي
آمال صاغها عقلي ونسجتها يدي بإرادتي
جلست وحيدا على رصيف عمري
أقرأ دفاتر أيامي وما زرعته في حقول ربيعي
وماجمعته من غلال عن بيادر صيفي
وما حققته من الآمال بأعمالي
رأيت هواء الخريف مزق أوراق أشجاري
وكلل ثلج الشتاء رأسي بتاج أبيض
نظرت إلى غدي فرأيت سحابة سوداء
تمنع أشعة النور الوصول الى كهف طريقي
نظرت إلى أمسي فرأيت لوحات
رسمتها ريشة الأيام بلون الآمال والأحلام
أعادتني إلى مرابع طفولتي وملاعب شبابي
تنشقت اول نسمة هواء في ركن منزل قديم
جدرانه حجارة سوداء وسقفه خشب وتراب
رضعت من صدر امي حليبا ناضجا على حرارة التعب
مضغت اصبعا ملوثة بعرق الكادحين
نطقت اول كلمة : أحبك جدي. أحبك امي. أحبك أبي
خطوت أولى خطواتي على ظهر زقاقات قريتي
الغافية في حضن تغطيها غيوم ساحل البحر
تسقي الأرض بدموعها فتورق قمحا وزيتونا
سألت بماذا أسقي حقل عمري ليثمر أمل حياتي؟
امتطيت متن العمل والكفاح لتحقيق النجاح
أخذني خريفي إلي ماض عبرته حاملا آمالي
غاص شلال الذاكرة في عمق المحيط
وتصارعت أمواج الصمت قبل المغيب
رأيت حقائبي جاهزة تنتظر ساعة الرحيل
امتطيت ظهر راحلتي وحملت أوراقي ودفاتري
وبدأت أقلب صفحات ذاكرة الأيام
تداخل الماضي مع الحاضر والعمل مع الآمال
رأيت راع يقود قطيعه إلى مراعيها الخصراء على ألحان نايته
اقفلت حقيبتي على أوراق أعمالي وتحقيق آمالي
وغفوت على فراش العمل أمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق