سَـمَا الرَّبِيـعُ! في عُيـونِ النَّاظِـرِ
لمَّا تَرَبّــعَ! عَرشَ البَـرِيقَ الآسِــرِ
سَلوا الشَّوائِقَ! ما الَّـذِي يَشُوقُها
لَولاَيا مَا شَــوقٌ! بَـرَت في سَائِرِ
و سَلوا الهَوائِمَ؟ ما بُكاءُ هُيَامُها
وَ مَا الَّذِي يُشْجِي الهُيامَ الكَاسِرِ
مَن للشَّوَاغِفِ! مَن يُثِيرُ شُغُوفُها
غيـرَ الأرِيـجِ! في نُهـودِ السَّــامِرِ
مَن لِلبكُــورِ! في رَبيـعِ خُـدودها
غيــرَ العَبِيـرِ! في ولُــوجِ البَــاكِرِ
مَن لِلغَواسِقِ؟ مَن يُنِيـرُ غُسُوقها
غيـرَ النُجَـومِ! في ليَــالِي السَّاهِرِ
لولا الرَّبِيعُ مَا وِلــدَ البَـرِيقُ! و لا
شَـبَّ القَرِيـحٌ في خَيـالِ الشَّاعِرِ
و لَولا الجَمالُ مَـا بِقَلـبٍ أبرَقَـت
عِشقٌ ولا عُيــونٌ أبلغَت رَسَائِلي
تهوَى القُلوبُ! على بَرِيقِ عُيونُها
و أنا البَـرِيقُ! وَ العُيـونُ زَوَاجِلِي
ـ༺༻ـ
قُلتُ كَفَى هَـذا الرَّبِيعُ! ومَا هَذى
عَنِ الجَمــالِ! في غُـرُورٍ سَــاخِرِ
قَصرَ الهَوى! على البَـرِيقِ بِنظرَةٍ
و غَدَى يَمُنُّ على القُلوبِ يُفَاخِرِ
لَيسَ الجَمـالُ! بَمَا أراهُ و أبصِــرُ
بل الجَمــالُ بِمـا تُحِسُّ بَصَـائِرِي
ما فادَ شَبٌّ للجمالِ و لَـم يَشُب
حَيـثُ ما شَبَّ الحَـرِيقُ بِدَاخِلي
ما كُل ما أزهَــرَ للعُيونِ! بعَاشِقٍ
ولا كُل ما تَعشَقهُ العُيونُ بمُزهِرِ
إنَّ الجَمالَ! جَمَالُ وِدٍّ قَـد سَـكَن
نَبضَ الفؤادُ و ارتَضَتهُ مَشَاعِرِي
تَهوَى القُلوبُ بما تُحِسُّ ولا تَرَى
و العَينُ تُخـدَعُ بالبَرِيقِ السَّاحِرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق