الجمعة، 26 فبراير 2021

نامت عفرين....بقلم الشاعر / مصطفى محمد مظلوم

 نامت عفرينُ بجرحها . و الليلُ تشهقَ

و الفجرُ غدا بغيابه يسهو للبعيد . تألقَ
ف تقلبت ليلنا و النهارُ . فذاد الجرحُ
حزنهُ بقلوبنا . كالثمار النخل المعلقََ
و غدت بخوفها هاجرت للبعيدِ أسراب
الطيورِ . من حد السيوفِ بظلم البنادقَ
حتى إستوى الأحزانُ بعرش السماء و
تاهت الطيورُ بجرحها كالنجوم متفرقا
دعواتٍ قد لا تجدِ بمنفعةٍ لنا وصلواتٍ
لن تعيد ماسلبت منا بسقوطنا و سرقَ
ويح الزمانِ . كيف يطيبُ قتل الضمير
و تروقُ المنامُ للبشرِ و الظلمُ قد نطقَ
كل الخطى . قد بعثرت روائح الدماءِ
فألقت علينا نار ظلمها . بالتعبِ و الأرقَ
نباحاتٍ تلوم السنين إذا لزمت غبارها
تسود الأيامُ . إذا دعتها النوح و الرهقَ
كم سيطولُ . زمان السواد الأعظمُ بنا
و كم . سيبقى الأحزانُ تحرقنا و تشنقا
للجروحِ . لنا معها تاريخٌ . قد تربعت
عرشنا . و لم ترمي يوماً . إلينا الشفقَ
فتهاوت علينا أسراب الجراد و الغراب
و تحطمت أجنحتنا و القلبُ قد إحترقَ
عفرينُ يا غاليتي يا جنة المدائن صبرا
و إن غدا الجرح يسقي المر الذي عتقَ
صبراً على بلواكِ . بجرحكِ بدموعكِ
فالنهرُ قدصار يجري ألماً والحزنُ تدفقَ
فنامت الملائكةُ على التراب وسهوت
بتشردها فضاعت بغربتها بشر الطرقَ
للثعالب جولةٍ تضحك الأيامُ لها نصرا
وللشياطينِ ترمى الحجارةُ يوماً رشقَ
ستدري السماء بأنها غفت يوماً بظلمنا
و إنفردا بنا ذاك اليومُ الجبان الأحمقَ
فذادنا النارُ جمرهُ و سقانا الكأسُ مرهُ
غدونا خاسرينَ نتوهُ ثكلى ببعد الحدقَ
و الصبحُ نزف جرحهُ فوق وجه الليل
و الكتبُ قد سقطت بأحرفها المتدلقَ
فلم يبقَ للوداعِ إلا لون الظلام يسلوا
بها و تسقينا من ذلَ كأسها حتى الرمقَ
فهل تعود يوماً للحياةُ رونقها لتزهو
أم سيمضي العمر بوجه السراب تسلقَ
عفرينُ . شممتُ تربكِ . بعطر النرجسِ
و قبلتُ روحكِ بشذى الريحان و العبقَ
جبالاً قد تسللت في جمالها الحسنُ و
الدلالُ فمنها الجمالُ للدنيا قد برقَ
عفرينُ يا من سكنت بروحي و غدت
أسيرُ بقلبي في حلمي بوجه من عشقا
يا مدينة البيادرِ و الزيتونِ تيهي صبابةً
وأشرقِ نوراً فنوركِ خيرُ شمساً لتشرقَ
فأنتِ الروح المقدس و طيب المقامِ
أنت الشرفُ و الكرامةُ والطيبُ إستبقَ
مكارمكِ حتى تدفقت من ترابكٌ الرحمُ
فكانت داركِ ملاذاً لمن ضاع و إختنقَ
فصبراً يا عفرينُ لابدا أن تنجلي الظلامُ
و يسقط غبار ثوبكِ . مهما الجرحُ عمقَ
للجناةِ . عدل الله يوما يحين موعدها
ترى الغاصبُ براية نصرهِ مابيوماً صدقَ
طبطب جراحكَ يا من بكى في مذلتهِ
عسى يأتي . ذاك اليوم الذي عنا إفترقَ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حبّ المقدس.....بقلم الشاعر / جمعة المصابحي -بوح القلم-

  أحبك كأول أنثى تزينت بها أحلامي .. احبك بجنون عاشق فتك به الإنتظار .. واحبك كآخر انثى ولدت بديواني .. ياطفلة قد سرقت النبض وملأت النبضات ....