كبرنا والزّيتونُ قدْ هرِمَ
كبرنا والحزنُ صارَ أكبرَ سِنّا
كبرنا وياليتنا صِغاراً بقَينا
عُمراً منَ الوجعِ كنّا اختصرنا
مُقبِلون على الحياةِ بنهمٍ
وعودة إلى الوَرى قدْ جهِلنا
يومٌ يقتلُ الآخرَ والذّنوبُ
صارَتْ جِبالاً ونحنُ غافلونَ
مُثقلونَ بالأحلامِ على قارِعةِ
الإنتظارِ إلى المدى ناظرينَ
غفى بِقاعِ الأماني الماردُ كهلاً
والفانوسُ الصّدئُ قدْ رَمَينا
كلُّ الجمالِ أَصبحَ بلا ألوانٍ و
كلُّ الفصولِ سوداءٌ بأعيُنِنا
مُثقلونَ من أحمالِ الدّهرِ قدْ
صِرنا نجري حيناً، نتعبُ حينا
كلُّ السّجائِرِ باتَ دُخانُها واحدٌ
ماتَ الإحساسُ والشَّغفُ فينا
فنجانُ القهوةِ ناصِعٌ بَياضُهُ
اللّيلُ والبُنُّ ماعادَ لهُ تلوينا
انتحلنا صفاتِ البُؤسِ بكلِّ
ألوانِهِ ماعادَ التّرفُ يُلهينا
شيّعنا كلّ الأماني لِمثواها
لا القصورُ والمراكبُ تُغرينا
إلى الأحفادِ سَطرنا الأقاصيصَ
بليالي الأُنسِ يوماً ستروينا
يتناقلونَ الأخبارَ،كانوا وكانوا
والحياةُ كانتْ تعرِكُنا تلوينا
أضعنا بزحمةِ الحياةِ شبابنا
فهلِ المشيبُ يوماً سيُحيينا؟
هل المشيبُ يوماً سيُحيينا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق