كنت هناك
في العيد أرقص بضحكة
الأطفال
أسكن بنغماتي قلوب
الناس
أداعب تغاريد البلابل و أناشيد
العصافير
أتسلق بأشعة الشمس الإولى
بندى الصباح وجه
الورود
أمسكُ بريشة العصفور و أطير
بها مع الغيمة الماطرة
كالقطرات
ألعب بلون الفراشة في
الربيع برحلتي
أصنع باقة ورد من النرجس و
الفل لأقدمها للقمر
الساحرة
أصنع من الزهور أثواب
الصغار
و غنيت طويلاً للعصفور الحزين
و للأغصان و غنيت
للأوطان
و للورقات الزهر و تغزلت
بدمشق القاسيون و
لبيروت وبكيت على
فلسطين
غنيت للمطر و للثلج و الشتاء
المر
و للجمال وعشقت
البحر الأزرق بشطآنها
الراسية
غنيت للجبال العالي و
خضرها و للحور
العتيق و كتبت على الرمل
إسمك يا حبيبي
و ركضت برنين صوتي لأدق
إحساس ضمير
الحجر
و أدفئت كل
القلوب بحنجرتي
الذهبية
لبست ثوب السنين بطول
رحلتي و أجمعت ذاكرة أرشيفي
من مسيرتي الطويلة
و سافرت بين نغمات جرحي
بألمي الدفين
و زرت كل تراب وطني
العربي و أحببت كل
الشعوب
لونت فرحة القلوب فوق
وجه الصباح
رسمت إبتسامة الياسمين بقطرات
الندى فوق زجاج
النوافذ
و رقصت مع الندى فوق
الزهور
و أجبرت الشمس أن تشرق
باكراً لتصحوا خيوطها
اللامعة
بنغماتي
بكلماتي
بألحان جميلة من الإخوة
الرحباني
بعطر العبق الساحراتِ
بروعة القيثارة و طرب
العود
حلقت بحلمي مع الحمام المسافر
و مع الطائرة الورقية
و لعبت مع الزهور و بنت
الجيران
و عشت أيام بنت
الحارس
و بحثت طويلاً عن
شادي و صرخت في عمق
الوادي
و حملت براءة
الأولادي
و قرأت القصائد بهدوء
الهمس للأندلس
العظيم
حضنت الغيوم و ركبت مركب
الريح بصدى
نغماتي
جعلت البلابل و كل العصافير
تعشقني تسمعني بتغريدتها
الرائعة
و جعلت البحر ترسوا بموجها البعيد
بشواطئ العشاق
ثم كتبت في الليل قصيدتي
الأزلية
و أجمت تفرق النجوم من حول
القمر الجميل
لتصحوا عيون الوداع
من سكرة أحزانها
بعدها ......... تذكرت
بأن العمر أوصلني إلى المحطة
الأخيرة بموكب
الصابرين
أنتظر موكب الرحيل بتلك
الذكريات التي سكنت وجدان
فيروز
برواية العظماء الذين سكنوا
الشمس الأبدية
و قد كتبت تاريخ فيروز بذاكرة
كل البشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق