أســرى الإلــهُ بعـبــدهِ مـن بيـتـهِ------ذاكَ الحرامُ بذي الحجازِ وأرضهِ
وأراه في الإســراءِ قبلَ عروجـهِ------آيــاتَ صِــدْقٍ باستـبــاقِ زمـانـهِ
وتقـابـلَ الـرُّسُــلُ الكـرامُ بـأحمـدٍ------بـالمـسجـدِ الأقـصـى يَــؤُمُّ بـذاتـهِ
صلـى صــلاةً لا تُـعــدُ فـريضــةً------بل كالنوافـلِ قبل فـرضِ صـلاتـهِ
ثــم ارتـقـى نحـو العُــلا بمعــارجٍ------بلغت عنانَ الكونِ تُعلـي بشــانـهِ
ورأى المـلائـكَ بـالسمــاءِ تـَحُفُـه------وتـقــولُ مـرحـا بالنبـيِّ وصحبـهِ
فأرادَ جبـريـلُ الـوقــوفَ بسـدرةٍ------لا يـَقْــدُمُ الـخِــلُ الخَـليــلَ بــدارهِ
هـذا مـكــانـي قـد أُمِـرْتُ عـنـايـةً------بــكَ يـا حبيبـي إذ أتـيــتَ بـبـابـهِ
فـاقـدم إلـى خيــرِ العطـاءِ محمـدٌ------يا خيـرَ من وطئَ السمـاءَ بِسـاقـهِ
حيّى الإلـهُ محمـداً خيــرَ الــورى------وأتــاه بالصـلــواتِ ليــسَ بِـَرادِّهِ
فَـتَـرَدَّدَ الْـخِــلُّ الْـحَـبِـيْـبُ مُــدَلَّـلًا------حَـتَّــىْ تَـقِــلَّ فَـعَــدَّهَــاْ بِـثَــوَاْبِــهِ
خـمـساً تـراهـا بـالنـهــارِ وليـلــهِ------خمسونَ ترقى في الأجورِ بأمـرهِ
وأراه فـي تـلـكَ السـمــاءُ عجائبـاً------فيـهـا مـن التشـريـعِ مـالـم يُـنسـهِ
وأتـمَّ رحـلـتَــه بـبـضــعِ دقــائــقٍ------وفـراشُ دارهِ دافــئٌ مــن نـومــهِ
وسـعـى لـقــومٍ كـذَّبــوا بحـقــائـقٍ------وأرادوا إعجـازَ الحبيبِ وخطبـهِ
فأرادَ ربُـــكَ أن يُـتـمَّـــمَ حِـكْـمـــةً------قد سـاقـهـا للكـونِ طـوعُ زمـانـهِ
فـزوى بأقصـاه الكـريـم مَساقِـطــاً------قد صُـوِّرتْ لـه كـالـركـامِ بعيـنـهِ
حتـى يُصَـدِّقَــه اللئـيــمُ إذا غــوى------وأرادَ تـكـذيـبـــاً بـصــدقِ نـبـيِّــهِ
صَـدَّقَــه صِـدِّيــقٌ بـغـيــرِ تَـهَـكُّــمٍ------وتلاه صحبٌ واستراحـوا لقــولـهِ
فَكَفَـىْ بِصَحْبٍ يَـدْفَـعُـوْنَ بِـرَاْ حَـةٍ------حَـتَّـىْ يُـلَاْقُــوْا مَـاْ يُـلَاْقِ بِـهَـدْيِــهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق