اهربْ بنفسكَ يا صديقُ من الورى
فالكــلُّ أصبـح خائنًـا ومحقَّـرَا
ما عادت الأشعارُ تطرب مهجتي
بل ظلَّ دمعى في العيونِ مبعْثَـَرا
لا صـوتَ يعلو فوقَ صوتِ قصيدتي
إنِّي أراهـــــا للخليقـةِ مَعْبــــرا
مــا للــولاة إذا أرادوا شهــرةَ
عبثوا بقدسي واستباحوا الأزهرَا
زرعوا الدناءة في ربوع بلادنا
والحزنُ فتَّ بسـاعدي ثم انبري
قلبوا المـوازنَ والحقائقَ كلَّها
لا عاشَ من جعلَ الشريعةَ متْجرا
مــدّوا أيــاديهم لِلِــصٍ خــائـنٍ
والعقـلُ كـانَ مسيَّسـًا ومخـدَّرَا
بـاعوا كتـابَ اللهِ في أوكـارهم
ثــمَّ استحلُّوا بعـدهُ مـا لا يُـري
مـا لي أراهـم في فســادٍ دائـمٍ
بلْ يصنعونَ من الطحينة أبْحُرَا
مالي أرى تلكَ العقـولَ تخدَّرَتْ
والكلبُ أظْهـرَ نـابهُ ثـمَّ افتـرى
تبّـًا لهـم إني كرهْتُ خصـالَهم
والقلبُ أضحى ساخطًا ومزمْجِرَا
إني حلفْـتُ لأنْ أمـوتَ مدافعـًا
لو كان ذاكَ مسطَّرًا ومقــدَّرا
إنْ كانَ دينُ اللهِ أصبحَ سلعةَ
أوَليسّ ديـنُ اللهِ أولى يُشْتَرَى ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق