وقفَ المعلمُ في الفصولِ ينادى
هلْ تعرفونَ الرقصَ يا أولادي
إنِّي أتيــتُ من الصعيــدِ بطبلةٍ
ممـــزوجةٍ بالشعــرِ والإنشـادِ
هيَّـــا بنــا نحوَ الوزيرِ نُحييهِ
عمَّــا نرى مــن علمِهِ الميـّادِ
فلقد أضافَ إلى العلومِ قواعدا
في الرقصِ والتطبيعِ والإلحادِ
***
يا أيها الرجلُ الذي أخرسْتَنـا
بالشتــمِ والتكميم ِ والإخمـادِ
عينُ المعلمِ في الدفاترِ حمَّرتْ
مـن كثـرةِ التحضيرِ والإعـدادِ
جـرَّدْتُموهُ مــن المبـادئِ حتَّما
صـــارَ المعلـمُ قمــةَ الإفســـادِ
***
قــولوا كمــا تتغــامزونَ فــإنَّني
ما عدتُ أهوى الشرحَ يا أحفادي
ما دامَ في عصرِ الطغاةِ مدارسٌ
نهشتْ حقوقَ الخلقِ في الأعيادِ
مــن ذا يقولُ على المعلمِ إنَّهُ ؟
قد راحَ يمشى عاريَ الأجسادِ
***
عــذرًا تــلاميذي فإني عــازمٌ
ألا أصــونَ كــرامةَ الأجـــدادِ
فلقد رأيتُ العلـمَ في أكشاكِنـَا
قــد تــاهَ بينَ حبيبةٍ وعمــادِ
ما بينَ رقصٍ في الفصولِ وطبلةٍ
راحـتْ تــزفُّ نهــايةَ الأمجـادِ
قـلْ للمعلمِ لـم تَعُدْ في عصرِنَا
إلا أداةً في يــدِ الأسيــادِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق