لقد طفـح الكيل ممـا إليه حالنا وصل
الويل كل الويـل لقلـمٌ من عليائه نزل
أيـا معشر الشعراء أهي لعنة أصابتنـا
أماتت نخوتنا وأفقدتنا شعور الخجل
حيـن أقتصرت حروفنا على مُلاطفـة
مياسة القد وفـي وردية الخد نرتجل
بعزيمـة وسبات نخـوض غمار الحـب
لاتُثنينا عقبات عن تجسيد دور البطل
أوجـاع أمتنـا ماعـادت تُشغـل لنا بال
وسؤال آمن أهل الارض نحن ام زُحل
أشـلاءٌ هنا وهناك لاتستفذ فينا دمعـة
ومن أجل ليلى مآقـينا مخضبةٌ بالبلل
نـزأر لبسط النفـوذ ونستعـرض قوانـا
في الشدائد بالفـرار نلوز كاسرنا حمل
أفواه لاتكف عن تهديد ووعيد كلمات
لاتأتـي بالجديد ولا توحي ببريق أمـل
مواساتنا في النوائب نعي نوايانا لفت
الأنظـار وليس حُـزن على فقيـدٌ رحـل
لو سال الدم انهاراً لايتحرك فينا ساكن
ونثـور لأجل شفـاه حمـراء عنـد القُبـل
شـيـام الـطبـاع سلفنـا أقـوالاً وأفـعـالاً
في صلاح الدين والمختار ضُرب المثل
سبـاع لنا أنيابٌ ومخالب مادمنـا بُعـاد
ضباع نتقهقر حال أشتد نزال وأشتعل
في فضائناالواسع نحلق كنسور صيادة
وفـي الواقع عُقبان تقتات علـى الفضل
نجهـل أن العمل عبادة فأنتظرنا الحلـم
علـى الوسـادة بيـن فاقـد للوعي وثمـل
وعقـب إنقضاء النهار وبزوغ القمر فـي
الأسحـار ننتفـض نازعيـن ثوب الكسـل
نُتـأهـب بالأقلام علـى أحـر مـن الجمـر
في أنتظار قدوم الوحـي بكلمات الغزل
لامبالاه أصبحنـا بحوزتنـا أسبابٌ عـدة
حـال نُـلام أو نُتهـم بالتقصيـر والفشـل
أوقاتنـا الثمينـة هبـاءاً نُهدرهـا وحُجتُنا
مُحاولات للخلاص من الاكتئاب والملل
وكـأن لاشـئ يستحـق منـا جهدٌ أو عمل
لنأكـد مقولـة أننا أمـةٌ نائمـة في العسـل
نلهث ونسعـى علـى الورق خلف سمـراء
كحيلـة وشقـراء مثيـرة وخضراء المُقـل
يراودنـا حُلـم غفـوةٌ علـى صـدر جميلـة
وأبحارٌ كنجوم فـي ليل شعرها المنسدل
نتـوق لمعاقـرة كـأس مـن خمـر شفاهها
يُطفـئ لهيـب الشـوق ولـظـاه المُـشتعـل
لم تعـد تروقنـا أحوالنـا بسبـب أو بـدون
كلنـا صاخط علـى دنيـاه يتعجـل الاجـل
هكذا أصبحنا من الشروق حتى المغيب
لا نُصغي ولا نُجيب وكأن صمتنا مُفتعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق