قالَــتْ : أيـا هــذا فمالــكَ تَصنـمُ
أوكنـــتَ دومـاً هــكذا تتلــعثـــمُ
.
مالي أرى رجفاتِ صوتك تصطلي
وتــتــيـــهُ حـــرفـــاً كلّــما تتكلّــمُ
.
فأجبْــتُهـا والرعشةُ تملـــــؤني ألا
كــــــفّي سؤالاً فالحشاشةُ تزحـمُ
.
وضجيج حسنكِ في الفؤاد يأزّنـي
وهواكِ في جوف الضلوعِ يُحمْحمُ
.
فالوصفُ من وقع العيون متاهــةٌ
والحرفُ من ترف الحواجب يعقمُ
.
والشعرُ في إحصاء حسنك عـاقــرٌ
تـــربــتْ قــوافيه العتيقةُ تـنـعـمُ
.
فالصـمتُ قانـونُ الجمـالِ قصيدةً
وشريـعـةُ التعبيــرِ عنـــهُ تــرنّـــمُ
.
مذ جئتني ولمحتُ حسنك مُسرِفاً
خِـلـتُ الضياءَ حيالَ وجهك يَأمـمُ
.
وغدا القصيد أمام وجهك يهتزي
يـرتاضُ جائحة الجمال ويُبرم
.
فيقول أشعار الغرام تخبّطًا
فيخيبُ وزنًا والقوافي تعقمُ
.
لا تعجبي من خيبتي فجمالك
سحرٌ ومالي في صفاتك مَعلمُ
.
ماكـــنْتُ أعيـــا جملةً وأنــا الذي
متأبّـــطُ الشعرِ الشهي ومقلّــمُ
.
فثيابُ لفظي في قصيدك مُخرَقٌ
وفصيحُ حسنك لم يرِد له مُعجمُ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق