السبت، 28 مارس 2020

لأنّه آدم....مقال بقلم الأستاذة/كريمة حميدوش.

تعوّد أن يكون السيِّد بعالم حوّاء..الآمر الناهي ..منه يبدأ الأمر و إليه ينتهي ...سيّد الإحتواء .. وما يتعدى الاحتواء لديه إلا قمعا لكيانها ..سيِّد الألم .. هكذا تعوّد أن يكون ..بل هكذا ورِث الرجولة عن سابقيه ..هكذا لُقِّن فنون الجبروت و قواعد تكبيل أنوثة حوّاء ...
الأنوثة ... تلك الصفحة البيضاء التي تشتهي أن تُدوّن وفاءً مقابل طهارتها...تتمناه شمسا يُشرق لياليها ...دفئا لثلوج الشجن ...نبعا يروّي ضماء الاشتياق ...تنتظر بسمة تملأ أرجاء صفحاتها النديّة ..أو لمسة تعْبُر خلجات بنتٍ قرويّة يئست من الانتظار..
تنتظر منه نظرة حنين لتحيي أعماقها حياةً على سرير الاحتضار...
هي حوّاء ..كلّها بلسمٌ لحياة زهرة الاستمرارية ببستان الإنسانية، نعم ، و هكذا تستمرّ في انتظاره ...
من شقِّه خُلِقت و إلى جانبه دروبها شُقّت لتستمرّ بالوجود كقطرة ندى بفجرٍ يكاد ينقشع الدجى بين حنينٍ فاصل لظلمة الليل و بصيص النور من الأمل القادم ....حامل معه نسمة عابرة ببرج الألم لتزرع مكانه الياسمين بأراضيه الجدباء التي دنّست نُصع البلسم بالغموض أعماقه لأنه فقط السيّد...
حواء لكم تمنت أن تُزهِر الحياة شعاعا لأمل لا تحدّه آفاق ... هكذا هي أعماقها لا تعي جسدها إلا سنفونية عطاء تشيِّد نغم الروح على سلّم الأنوثة لتزيد الحياة نورا و إشعاعا ...روح قبل أن تكون جسد ...
تلك الروح التي تلامس نسيم البحر بفجرٍ لم تدنّس عذريّته شمس بشرية ...بعلم آدم هي حوّاء الكون و الكيان ... هي الأمل و الرجاء .. هي شعلة التضحية الدامية حين تنطفئ شمعتها لتنير بروحها سعادة آدم ...
فيغترف من نبع حنانها و أناتها المتناثرة على بساط أيامه ...يغترف الأنوثة للثمالة ..آمرا ناهيا متمرّدا بمعارك الجبروت التي تجهلها ..يمر مدا و جزرا بأرجاء روحها ... فيقطف أجمل ما فيها ليروي جوعه و ضماه ..يتسلّل بها أدراج الجنون و يجرّدها من إنسانيتها ليتركها مبعثرة كأوراق الخريف على بساط خريطة الجسد ...
هكذا تعلّم و تعوّد وجودها ..بلسم الجنون ليومياته ..و آلة يُعاد تجديدها حسب عقارب زمانه ...
هكذا أنت يا حواء جسد بلا روح ...روحٌ يتمرّد عليها لأنه يعلم أنه أسير حكمتها ..مكبّل بها كونا و كيانا ...فيخفي هذا الضعف بالتمرّد قهرا على روحك البلسم ...ليصبح وجودك بعالمه مؤقتا ..قد يستمرّ أو يجد له روحا بديلة ... لخريطة أفضل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حبّ المقدس.....بقلم الشاعر / جمعة المصابحي -بوح القلم-

  أحبك كأول أنثى تزينت بها أحلامي .. احبك بجنون عاشق فتك به الإنتظار .. واحبك كآخر انثى ولدت بديواني .. ياطفلة قد سرقت النبض وملأت النبضات ....