السبت، 21 مارس 2020

خطاب الرّوح...بقلم الشاعرة/ كريمة دميدوش.


قـالوا: اتحبها ؟
و هل يسأل عاشق في الثَّمالة
قالوا: ما اسمها ؟
اسمها كل الأبجدية انتمائي لها أصالة
قالوا: ما عنوانها
الإسلام ديارها و لنا الكفالة
قالوا: من تكون إذا ؟
هي العرب حين تخلت عن ديارها
هي المسلمون حين تاهت عقولهم عن دينها
هي نحن حين احتضننا ما ليس لنا
هي انا و أنت و كلنا مستغفلين عن جراح امتنا
قالوا: و فيما غضبك ؟
كيف لا و دماء الأطفال وديان تروي النذالة
كيف لا و النساء بديارها سبايا للحثالى
كيف لا و قد وارينا الثرى كل الرجوله
كيف لا و تنازلنا على المبادئ و الشمولة
كيف لا و لم يتبقى يشملنا أصل و لا فحولة
قالوا: ما خطبك تريث ..
و هل بقي عقل حين غادرتني الحياه
و هل ارتضي أن اعيش على الأرض في سبات
هل أتغابى أم أتجاهل أم أتناسى أن لدي فتاة
اغتيل شرفها أمام جموع الذكريات
حطموا مساجدها و منعوا بها الصلاة
قالوا: هكذا جاءت الأقدار
و هل أتقبل أن تكبل قلوب الثوار
و هل أرضى أن يزوَّر التاريخ و الآثار
و هل اكتفي بالعويل و الأنظار
كيف أصم عن نداء الجهلة الامكار ...
قالوا: حسبك فالتاريخ بالكتب انشق
و هل يدوّن حبرا على ورق؟
و نراه في الشارع تناقضا مع الخُلُق
و هل التاريخ ذكرى دون حفظ منبثق
من الأصالة و الشهامة و العرق
قالوا : هذا جنون
دونوه كما شئتم بأي كتاب
حطموا بالدبابات كل شبر و كل ذرة تراب
إكسروا الشموخ و أطلقوا سراح الكلاب
هجِّروا النفوس والعقول وغلِّقوا الأبواب
غيّروا التاريخ للشباب
و لكننا هنا لا عتاب
صامدون واقفون و الشموخ لنا رباب
ننسج أصول الأجداد للأحفاد ...بكلّ آداب
أنتم للفساد و نحن للعلى خلقا و صواب
أناديك :
يا ربيبة التاريخ و حبيبة أهلها
يا رفيقة الزمن بين أهدابها
يا عفيفة المنازل وشرف الرسل بــها
يا من رسموا لوعة الإرهاب بديارها
وذبحوا النفوس و شردوا أمنها
يا من شبّت و النار بأضلعها
و غيروا وجهة السماء عن شوارعها
يا امة الإسلام لِما الصمت عن براكينها
كيف نصم عن دمعة أحداقها
و الدم انهارا على خدود ترابها
لا الأم قرّت عيناها
و لا البنت أكملت عرسها
ولا الأب استقر بديارها
و لا الشاب ارتوى من حنانها
مكبلة بقيود التناسي من أهلها
و تحطمت برصاص عواذلها
أناشدكم : أين انتم يا بني أمي
أين شهامة الأجداد
أين اللوعة بدمي
أين حرقة الأسياد
ما الفرق بين همكم و همي
و نحن معا للمسالخ نُقاد
بقبضة الصهيون تدمي
شبابنا و التاريخ من الإشهاد
مابالنا بُكم و صمِّ
و بني صهيون يشرحون الأكباد
مالنا صرعى كالاجداث بلا فهم
أو صرنا حجرا ولسنا من العباد
بالله ردوا:
أين النخوة و الشهامة و العلم
أصرنا لاشيء أمام الأوغاد
ما قولي و الكل يعلمِ
كل حرف و أناملي للحق تنادْى
ما قولي أمام بني أم
و هم اعلم بما يعجز حروف الإبجاد
ما قولي وسط الظلم
و الكتاب غير الحق لم يعتاد...
شغرتم سيوفكم
وواجهناكم بالحجارة
لم نخف الموت
بل تصدينا لها حبا لا إجبارا
عنادكم لمحو حضارتنا
زادنا إصرارا
نواجه دباباتكم
نساء و رجالا... كبارا و صغارا
عزما للتحدي
وثباتا لشموخ الحضارة
أنتم الفساد ولقبتموناه
و نحن لديارنا إعماره
شئتم ام ابيتم أنتم الظلال
بايدينا مناسك المنارة
و بقلوبكم وجل و دمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حبّ المقدس.....بقلم الشاعر / جمعة المصابحي -بوح القلم-

  أحبك كأول أنثى تزينت بها أحلامي .. احبك بجنون عاشق فتك به الإنتظار .. واحبك كآخر انثى ولدت بديواني .. ياطفلة قد سرقت النبض وملأت النبضات ....