غَاضَ الكَلَامُ فَلَاشَيءٌ لِيُرْضِينَا
وَكُلُّ مَاحَولَنَا يَبكِي فَيُشْجِينَا
بَاتَتْ هُمُومٌ وَأحْزَانٌ تُؤَرِّقُنَا
وَصِرْنَا مِنْ وَطْئِهَا بَاكِينَ شَاكِينَا
تَمْضِي الليَالِي فَلَا جَفَّتْ مَدَامِعُنَا
وَسَاءَ حَالِي ؛ فَهَلْ تَصْفُو لَيَالِينَا
........................
حَيَاتُنَا دَجْنَةٌ تَهْوِي مَسِيرَتُهَا
بِقَاعِ جُبٍّ ، وَمَاجَفَّتْ مَآقِينَا
مَاكَانَ فِي نَبْضِهَا مِنْ نَشْوةٍ ذَبُلَتْ
وَلَيسَ فِي وَمْضِهَا شَيءٌ يُوَاسِينَا
وبِتْنَا نَبْكِي هُمُوماً لانَفَاذ لَهَا
هَلْ يُجْدِي أنَّا نَبَاتُ العُمُرَ بَاكينا ؟!
...................
هَذَا زَمَانٌ لَهُ فِي النَّفْسِ أكْدَارٌ
وَنَحْنُ صُنَّاعُهَا ، كُنَّا المُضِلِّينَا
لَا تَظْلِمُوا الدَّهْرَ أَوْ حَتَّى تَغيُّرُهُ
إذْ يَجْمَعُ الحُزْنُ دَانِينَا وَقَاصِينَا
هَلْ يَجْهَلُ الدَّهْرُ ؟، لَا لَوْمٌ عَلَى الدَّهْرِ
فَخِزْيُنَا قَدْ فَعلنَاهُ بِأيدِينَا
الصِّدْقُ بَاتَ غَرِيبَاً ، وَصْمَةً ، عَاراً
يُحَقِّرُ المَرْءِ ؛ يهزأُ مِنْهُ قَاضِينَا
فَكَيْفَ نَرْجُو حَيَاةً لَا نِفاقَ بِهَا
وَكَيْفَ تَسْمُو بِنَا يَومَاً أَمَانِينَا ؟!
........................
نُمَجْدُ الزَّيفَ ، تَجْذِبُنَا طَلاوتُهُ
وَنَشْهَدُ الزُّورَ كَي نُرْضِي مُحِبِينَا
وَنَظْلِمُ النَّاسَ ظَنَّاً أنَّنَا نَعَلُو
بالظُّلمِ ، والزَّيفِ ؛ لَكِنَّا تَهاوينَا
يَرُوقُنَا مَاكِرٌ ، نَسْعَى لِصُحْبَتِهِ
وَكُلُّ خُبْثٌ نَرَاهُ بَاتَ يُرضِينا
وَنُبْصِرُ النَّاسَ مَأكُولاً وَآكِلُهُ
إنْ بَشَّ فِي وَجْهِنَا صِرْنَا مَذُودِينَا
.....................
لَنْ يبلغَ المَجْدَ إنْسَانٌ لَهُ شَرَفٌ
وَمَاارْتَقَى أَحَدٌ غَيْرُ المُرائِينَا
فَكَيْفَ نِبْكِي زَمَانَاً قَدْ وُجِدْنَا بِهِ
وَمَاعَلِمْنَا الَّذِي يَاقَومُ يُشْقِينَا
أَخْلَاقُنَا سَوءَةٌ نَشْقَى بَخَيرِهَا
كَمْ عَيَّرونَا إِذَا سَادَ التُّقَى فِينَا
نَوَازِعُ الشَّرِ تَجْرِي فِي جَوَانِحِنا
وَإنْ بَدَونَا بِأثْوَابِ النَّبِيينَا
فَحِينَمَا تَبْدُو لِلْعَيْنَينِ مَسْألةٌ
وَتَطْلُبُ الزَّيْفَ تَلْقَانَا مُلبِّينَا
...................
فَكَيْفَ نَاْسَى إِذَ ضَلَّتْ مَسِيرَتُنَا
وَنَشْتَكِي بِؤسَنَا فِي عُقْرِ نَادِينَا ؟
وَكَيْفَ نَرْجُو بِأَنْ نَرْقَى وَأَنْ نَسْمُو
وَنَحْنُ صِرْنَا بِلَا شَكٍّ شَيَاطِينَا؟!
.....................
هَلْ بَعْدَ هَذَا سُؤَالٌ عَمَّا ضَيَّعَنَا ؟!
وَهَلْ سَنَرْقَى إِذَا حَقَّاً تَبَاكِينَا ؟