ألا غوري بقبحكِ وارْحمينا
فلسْنـــا للسفـالةِ عاشقينــا
فهذا الجسمُ منظرهُ سخيفٌ
فغطِّي الصدرَ لئلا تفْضحينا
مُشحَّمَةٌ كـــأنَّ الفخـذَ فيها
عليهِ من القباحةِ ما بُلينــا
ويا ليتَ القباحةَ في الضمورِ
ولكنْ طـالتْ اللحمَ السمينا
فكفِّى عـنْ حماقاتٍ وفُجْـرٍ
فإنَّــا للسفـالةِ رافضينــا
كأني حينَ أرْقُبُهـا لتـأتي
كخرْتيـتٍ أرادَ لنــا الأنينا
فجسْمُكِ لا يروقُ لنا بتاتا
وكـلُّ الخلقِ عنهُ عازفينا
فدعْكِ من التعرِّي أيا روينُ
فداءُ الفسْقِ فيكِ وليسَ فينا
ورثنـا المجدَ عن أصلٍ كريمٍ
فأنْبتَ في صميمِ القلبِ دينا
شربْنا من محاسنهِ ارْتوينا
وعشْنا في زمامِ الأكرمينا
لنـــا في كـلِّ زاويةٍ مصلَّى
تُؤرَّخُ في سجل الصالحينا
قفي قبـلَ التعرِّي أيا رنينا
فهذا الفعلُ فعلُ الفاسقينا
بيانُ الفخذِ منكِ ليسَ حلوًا
ولكنْ يشبـهُ القرد الهجينا
فيا عجبي على جسدٍ قبيحٍ
لـهُ شكـلُ يغـمُّ النـاظرينــا
وإنْ صار الشبابُ إليهِ جهلا
فلنْ يبقوا لجسمِكِ لامسينا
فكفِّي عن السفالة والتعرِّي
فمـنْ أدراكِ أنَّــكِ تصْبحينا
أنــامُ الليــل معتكفًـــا لأني
نَويْتُ أعيشُ معزولا سجينا
سألْعنُ كل أنثى في قصيدي
رأيناهــا لساحتكم قرينــــا
سأقتلُ كــلَّ بنتٍ من بناتي
إذا ما الثوب كان لها مُهينا
قفي قبـل التعـرِّي يا رنينا
نُلبُّسِكِ الحجــابَ لتخبرينا
أليـسَ الثـوبُ أطهـرَ للفتاةِ
أم الأحْرى تعرِّي الصدرَ لينا
فحـنِّي للشريعـةِ بافْتخـارٍ
وقولي يا إلهي لقد رضينــا
أراكِ الآنَ تدركـكِ المنايــا
لتصبحي في عدادِ الكاشحينا
فيـأتيـكِ المغسِّـلُ في ثــوانٍ
يصبُّ عليكِ ذا الماءَ السخينا
ويلْبسُك الملابسَ في حدادٍ
ويخْبِــرُكُ بما لا تعلمينــا
وبعدَ الغسْــلِ يرميكِ بقبـرٍ
يهيلُ عليكِ أحجارًا وطينا
وعندَ ذهاب كلَّ الناسِ عنكِ
فـدودُ الأرضِ يطْحنُكِ طحينا
فينْخرُ كـلَّ جزءٍ من عظامٍ
ويْختنقُ الرقابَ لكى تلينا
ويا للقبـرِ منْ هـمٍّ وغـمٍّ
وصيحاتٍ تـذلُ الفاسدينا
فقولي ما تشاءينَ ولكنْ
تذكري أنَّ ربَّكِ مبتلينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق