أتيـهُ بدنيا الغـاب و الغـابُ غالبُ
طريـدٌ بلا جُــرْمٍ و دربي غــائبُ
شـريـدٌ كمــا أهلـي ببيت الغــرائبِ
فلا بيت لا أوطان و الكُلُّ غاصبُ
و غربـة داري جُلَّ نـار المواجــعِ
غزانـا الخنى شرَّا فمـا شـذَّ راهبُ
تجـوسُ بنـا الذئـابُ و الثعلـبُ الآبُ
سُكِرْنا بخمْر المُجْنِ و العقلُ ذاهبُ
ديـاجيـرُ قومنــا وقــودُ المصـائبِ
هَجَـرنا السمــاء فارتَدَتْنـا نـوائـبُ
و ضاعتْ مَوَاطِنيٍ بلا عودةٍ تُحْكىِ
كأنَّ قضيَّتــي ســــرابٌ مُـحَـــاربُ
أحـنُّ إلى بيتــي .. إلـى كلِّ جــانب
أرى ذُلَّ قومــي و المَعاذرُ صاحبُ
و قلَّـة حيـلتــي تسيـرُ بشـــرْيـانـي
و لكنْ بداخـلي فــــــؤادٌ محــاربُ
يقـــول لنـا دوْرٌ لنسْترْجــع الوطنْ
فنحْن رجــالٌ لا ذكورا تُصَـاخبوا
و منّــا يعيــشُ كالأرانب مَأْبـونـا
و منَّـا يعيـشُ أعْجبتْـــهُ الكــواذبُ
فلا تبْتئــسْ و كنْ أميـنــا و واثقـا
بأنَّك مسـئــولٌ و حُلْمـك صــائبُ
و إيَّاك أنْ تخْبــو قُواك و تنْزوي
و لكنْ عليك واجـبٌ و محــاسبُ
فأوطاننا محـرابُ عَزْم الشَّــدائدِ
دج
وبالخُلقِ القـويـــم تُبْني المراكبُ
و قوْلا و أعْمالا.. كُنِ الوطن الغاليٍ
عسى يُولدُ الحلْم الأسيـرُ المُصاحبُ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق