بسم الله الرحمن الرحيم ............................
.
( الدعاء والمناجاة في أشعار العرب )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد ..صاحب اللواء المعقود والحوض
المورود والمقام المحمود وعلي آله وصحبه و سلــم تسليماً كـــثيراً استدفِعوا
أحبتي الغوالي أمواجَ البلاء بالتضرُّع والدعاء فلا يرُدُّ القدَرَ إلا الدعاءُ فأكثِروا
من الدعاء والمُناجاة فإن الله يسمعُ دعاءَ من دعاه ويُبصِرتتضرُّع من تضرَّع
إليه وناداه ومن سألَ اللهَ بصدقٍ وضراعةٍ كشفَ عنه بَلواه وحماه ووقاه وكفاه
وحقَّقَ له سُؤلَه ومُناه.
.
تقديــم :
يقول المولى جل وعلا :
( وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
ومن أحاديث رَسُولُنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ كان قَلْبه غَافِل لَاهٍ.
.
أكرمنا الله أحبتي الغوالي بعطية الدعاء فالدعاء مخ العـبادة ومن
هنا فقد توجهوا الشعـراء الاسلامـيون علـى مر العصـور لي الله بالدعاء والمنـاجاة لربهـم في أشعارهم فنقشت أشعارهم في الصدور أبيات قصائدهـم وجـرت على الألسنة الأدعية مجرى الدمـاء في العـروق وذلك للتقـرب زلفـى الى رب العزه
سبحانه وتعالى فهو القريب.. أقرب الينا من حبل الوريد لقوله تعالى :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
.
ما من مسلم يدعـو بدعوة ليـس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها ثلاثاً..
اما الأولى: أن يعجـل له دعـوته .. واما الثانية: أن يدخر له ثوابها.. واما الثالثة :
أن يكف عنه السوء بمثلها .
وينبغي للمؤمن أن يجتهـد في الدعـاء وان يكـون على رجاء من الاجابه ولا يقـنط
مـن رحمـة الله لأنه يـدعو كريماً ..ومن اقــرلله باساءته جــاد الله عليـه بمغـفرته
ومن أخلص لله في دعـوته من الله عليه باجابته .. وأفضل العبادة أحبتي هي
المناجاة.. والدعاء يكون بتذلُّلٍ وخضوعٍ وإخباتٍ بين يدي الله .
.
= من أقوال الأئمة والصالحين والشعراء في الدعاء والمناجاة:
.
• نبدء بمناجاة ودعاء.. الامام علي بن ابي طالب.. كرم الله وجهه :
أيا من ليس لي منه مجير ** بعفوك من عقابك استجير
أنا العبد المقــــر بكل ذنب ** وانت السيد الصـمد الغفور
<<<>>>
= ومن دعاء ابنه الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما:
اله لا الــه لنـــــا ســــــــواه ** رؤوف بالبـــــريــة ذو امتنان
اوحده باخــــــــلاص وحمد ** وشكــــــر بالضمــير واللســان
واساله الرضا عني فانـــــي** ظلمت النفس في طلب الامانـي
اليه اتوب من ذنبي وجهلي ** واســـرافي وخلعــي للعنـــــان
<<<>>>
= ومن أشعار: (( الامام الشافعي رضي الله عنه))..في فضل الدعاء:
أتهزا بالدعــــــاء وتزدريــه ** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطيء ولكن ** لها أمــد وللامــــــد انقضاء
فيمسكـــها ما شــــاء ربـــي ** ويرسلها اذا نفـــــذ القضاء
<<<>>>
= ومن دعاء: (( أبو عطاء سعيد بن سعدون ))
أيا من كلمـــــا نودي احبابا ** ومن بجلاله ينشيء السحابا
ويا من كلم الصديق موسى ** كلاما ثــــــم الهــــمه الجوابا
ويا من رد يوسف بعد ضر ** على من كــان ينتحب انتحابا
ويا من خص احمد باصطفاء ** واعــــطاه الرساله والكتابا
<<<>>>
= ومن مناجاة (( عبـاس الصوفـي ))
يا حبيب القلوب من لي سواكا ** ارحم الـــــيوم مذنبـــــا اتاكا
انت سؤلي ومنيتي وسروري ** قد ابي القلب ان يحب سواكا
يا مرادي وسيدي واعتمادي ** طال شوقي متي يكـــون لقاكا
ليس سؤلي من الجنان نعيما** غيـــــــر اني اريــــدها لاراكا
<<<>>>
= من دعاء : ((محمود بن عمر الزمخشري ))
يا من يرى مد البعوض جناحها ** في ظلمة الليل البــهيم الاليل
ويرى مناط عروقها في نحرها ** والمــخ في تلك العظام النخـل
أمنن على بتوبة أمحـــــــو بها ** ما كان مني في الزمان الاول
.
<<<>>>
= ومن دعاء الحسن بن هانيء الشهير ( بأبو نواس )
يا رب ان عظمت ذنوبي كثــرة ** فلقــد علمت بان عفــــوك أعظم
ان كان لا يرجـــــوك الا محسن ** فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
ادعوك رب كما امرت تضرعا ** فاذا رددت يــدي فمن ذا يــــرحم
<<<>>>
= ومن دعاء: ((مالك بن اسماء بن خارجة ))
يا منزل الغيث بعد ما قنطوا ** ويا ولي النعمـــاء والمنن
يكون ما شئت ان يكون وما ** قدرت ان لا يكون لم يكن
<<<>>>
= ومن دعاء : (( منـازل بن لاحـق ))
يا من يجيب المضطر في الظلــم**يا كاشف الكرب والبلوى مع السقم
قد بات وفدك حول البيت والحرم ** ونحن ندعو وعيــــــن الله لم تنـم
هب لي بجودك ما اخطات من جرم ** يا من اشار اليه الخلـق بالكرم
ان كان عفوك لم يسبق لمجترم ** فمن يجـــود على العـاصين بالنعم
<<<>>>
= ونختتم (( برابعة العدوية )) وهي تناجي ربها فتقول :
أحبك حبيــن حب الهوى ** وحبـــــا لأنـك أهـــــل لـذاك
فأما الذي أنت أهل له ** فليس ارى العـيش حــتى اراك
وأما الذي هو حب الهوى ** فحب شغلت به عن سواك
وأما الذي لي فلا حمد لي ** ولـكن الحمــد في ذا وذاك
.
الخاتمـة:
الدعاء أحبتي هو : سبب لانشراح الصدور وزوال الغموم وتفريج الهموم قال صلى الله عليه وسلم: ((من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس
لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله ، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل )) وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء)) .
.
= يقول الشاعر:
علي فمــا ينفـــك أن يتـــــفرجا ** أصاب له في دعوة الله مخرجا
.
ولمن تفتح احبتي ابواب السماء للدعاء الخالص لوجهه الكريم .. ولدعوة المظلوم ولدعوة المضطر اذا دعاه ..
.
= ومن قول الشاعرالعربي أيضا:
تفتــــح أبــــــواب السمـــاء ودونها** إذا قرع الأبــواب منهــم قـــارع
إذا أوفدت لم يــــــــردد الله وفدها ** على أهلــــها والله راء وسامــــع
ومن سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء
في الرخاء .
= وقد ورد في الاثر.. أن أبا (معلق الأنصاري ) رضي الله عنه ـ خرج
مرة في تجارة بمال له ولغيره وكان ـ رضي الله عنه ـ ناسكا عابدا ذا تورع
فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له : ضع المال فأني قاتلك.
قال له أبو معلق : خذ المال ودعني ، قال المال لي ولست أريد إلا
دمك قال : أما أذا أبيت ، فذرني أصلي أربع ركعات قال صل ما بدا لك
فتوضأ ، ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في أخر سجدة أن قال:
ياودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما يريد أسألك بعزك الذي لا يرام
وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك : أن تكفني شر
هذا اللص .
يا مغيث أغثني.. يا مغيث أغثني ..يا مغيث أغثني.
فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما
أبصر باللص أقبل نحوه فطعنه فأقبل على أبي معلق فقال له : قم
قال : بأبي أنت وأمي من أنت ؟
قال : أنا ملك من السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء
قعقعة.. ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة..
ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله
وهنا بالدعاء يُجِيبُ الله الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ .
.
= يقول الشاعر:
وإذا رميت من الزمان بشــــدة ** وأصابك الأمر الأشق الأصعب
فاضرع لربك انــــــه أدنى لمن ** يدعوه من حـــبل الوريد أقرب
.
= يقول الشاعر:
اطلب ولا تضجــر مــن مطلب ** فآفة الطـــــــــــلب أن يضـجرا
أما تـــرى الحبل بطول المدى ** على صليب الصــــخر قد أثرا
.
= ونختتم بالشعر حديثنا ..
حسبك أن ينجو الظلوم وخلفه ** سهام دعاء من قســـي ركوع
مريشة بالهدب من كل سـاهر ** ومنهلـــــة أطرافــــها بدموع
.
ليس لنا أحبتي إذا أحاطَت الحُتوف ونزلَ الأمرُ وعم الخوف واشتدَّ الكَربُ
وعظُمَ الخَطبُ إلا اللهُ جل في عُلاه وقد كان سيدُ الخلقِ نبيُّنا محمد يدعُو
عند الكَربِ بهذه الدعوات: « لا إله إلا الله العظيمُ الحليــمُ ..لا إله إلا الله
ربُّ العرشِ العظيم ..لا إله إلا الله ربُّ السمــاوات وربُّ الأرض وربُّ
العرش الكريم ».
.
يا إلهي وسيدي ومــولاي إني اتـقرب إليك بذكـرك وأستشــفع بك إليك
وأسالك بجودك أن تدنيني من قربك وأن توزعني شكرك وأن تلهمني
ذكرك.. نتوجه اليك يارب السماء بأكف الدراعة والدعاء كي تقينا ولا
تبتلينا (بكرونا ) ذلك الداء .. وأن ترفع عنا هذا الابتلاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق